الريفييرا الفرنسية سحر البحر
إذا ما كنت تخطط لرحلة استجمام مريحة ضع على أجندتك "الساحل اللازوردي"، أو ما يعرف باسم الريفييرا في جنوب فرنسا.
ليس ثمة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط ما يضارع هذا الشاطئ الرملي الأخضر الممتد من بلدة مونتون Menton في أقصى الجنوب الشرقي الفرنسي، المتاخمة لجنوب غرب إيطاليا، ووصولاً إلى مونت كارلو ونيس وأنتيب وكان ثم سان رافاييل، سان مكسيم، سان تروبيه وتولون، وسان بول دي فينس وغيرها من البلدات والقرى المتداخلة في أعطافها أو المشرفة عليها من قمم الجبال الخضراء ، أو المنحدرة إليها من سفوح هذه الجبال التي تناغم زرقة السماء. تتناثر هذه المدن - المنتجعات، بمحاذاة المياه اللازوردية، جنباً إلى جنب كحبات العقد.. حيث لا تبعد الواحدة منها عن جارتها بأكثر من نصف ساعة بالسيارة أو الحافلة. فإذا ما توجهت إلى هذه نادتك تلك وهتفت لك التي تليها.
لسنوات وعقود طويلة، ظلت الريفييرا الفرنسية، بطبيعتها الفيحاء، الغنية بخضرة الزيتون وصفرة دوار الشمس وبنفسجية الخزامى، تجتذب إلى أحضانها رواد الفن التشكيلي أمثال بول سيزان وفان جوخ وهنري ماتيس ورينوار وبيكاسو وغيرهم. وفي هذه المنطقة العامرة بالفنادق والمطاعم من مختلف الدرجات والمليئة بكل مذاقات المطبخ العالمي.
نيس.. وكرنفالها... تحتضن مدينة نيس المتاحف التي تحتضن روائع الفنانين ماتيس ومارك شاغال. وتشهد هذه المدينة في أواسط فبراير من كل عام "كرنفال نيس" الذي يستمر نحو أسبوعين حاملاً في كل دورة من دوراته شعاراً جديداً، وفي هذا الكرنفال تتقاطر قوافل الزهور ورموزها النسائية الفاتنة على طول شارع الكورنيش المسمى "نزهة الإنجليز"، فيما يصطف عشرات الآلاف من أبناء المدينة وزوارها لمشاهدة المواكب والمشاركة في صخبها.
مونت كارلو... هي الوجهة الأشهر التي يرتادها أثرياء العالم ومليونيراته ويبنون فيها أعشاشهم الخاصة. وهي موطن الأميرة الساحرة الراحلة الأميرة غريس والبوتيكات ومحلات الذهب والمجوهرات الفخمة. سان تروبيه اكتسبت هذه المدينة شهرة خاصة عندما أصبحت على مدى القرن الماضي ملاذاً للأثرياء والمشاهير من فنانين تشكيليين ونجوم دراما وروائيين ومؤلفين موسيقيين وغيرهم، كما أنها أضحت في كل صيف مستعمرة لنجوم السينما ولتصوير أفلامهم. ويحلو لأصحاب اليخوت الفخمة والأنيقة أن يجدوا في شواطئ هذه البلدة المطلة على المياه اللازوردية مرساة ليخوتهم خلال الصيف في الوقت الذي لا تتوقف حفلاتهم وسهراتهم وأجواؤهم البهيجة.
أما كيب أنتيب فهي شبه جزيرة غَنّاء تلمع بين نخيلها وأشجارها الخضراء الفلل الأنيقة التي يملكها الأثرياء وتمتد أمامها بمحاذاة البحر أحواض السباحة الخاصة. في هذا المكان الآسر تم تصوير فيلم Eden Roc. ، وهو ما يستحث أصحاب الذوق الرومانسي على التنزه هنا على الرمال الناعمة البيضاء والتمتع بمباهج هذه الطبيعة.
بوليوو سير مير
تنفرد بوليوو سير مير ، ومعنى اسمها حرفياً هو "المكان الجميل المطل على البحر"، بشخصية مميزة، فهي أكثر المحطات على الريفييرا الفرنسية تمتعاً بجو جاف، حيث يحميها موقعها من العواصف الباردة الرطبة التي تهب عليها من جبال الألب. وتعرف هذه البلدة لهذا السبب باسم "افريقيا الصغيرة".
وتزدهي "بوليوو" الجميلة، مثل كل بلدات الريفييرا وقراها ومدنها، بخضرة أشجارها وما تكتنزه من ثمار البرتقال والليمون والموز. وكلما أخذك السير على واجهة Promenade البحرية ملأت عينيك الفلل البهية التي تعود طرزها المعمارية إلى زمن الأيام الخوالي، أو ما يسميه الفرنسيون Belle Epoque. وثمة ممرات دروب عدة يمكن أن تأخذك من هنا إلى أماكن خلابة تتجلى فيها أجمل الصور البانورامية التي توجز جماليات الطبيعة في الريفييرا الفرنسية.