أيتها الساحرة .. الآن ها هو طيفك يحوم حولي .. يجعلني أمتد في كل الاتجاهات مالئاً كوامن النفس غبطة وانشراحاً..
ضحكتك ما زال صداها يتردد في إذني .. يجعلني أبتسم وأطوي صحائف اليأس من داخلي..
أعماقي امتلأت بك صدقاً وغراماً نادراً.. لك أحببت كل الأشياء .. كل الأشياء .. فكلها أمامي حلوة كحلاوة عينيك اللتين تبرقان أمام شاشة عيوني.. وربما طاف سؤال في خاطري يعذبني ترداده.. أين أنت الآن .. صدقيني لو وجدتك لكنت الآن ملكاً متوجاً لإمبراطورية السعادة التي كنت ستغرسينها بايديك في الأعماق .. لينبت شذاها في قلب عشق بك الحياة وبحث عنها في عيون كل البشر لكنه عاد منكسر الخاطر .. جريحاً يئن في وادي الصمت ولا أحد يسمع صوته فقد ضاع صداه في زحمة الواقع المرير ..
شئ ما في الأعماق دفعني للكتابة إليك ولمغازلة الأحرف التي ستنام في سعد بهيج بين يديك .. لهيب الشوق طغي علي فيض الذكري وأضحي يكابد العقل لكي يجتر كل لحظة قضاها معك..
أنت الآن أمامي.. بل لم تبارحي الفكر والأعطاف .. فقد انطبعت في عمق الذاكرة حساً ومعنيً وضماك القلب كما لم يتذوق طعم العشق أبداً .. وللحق فأنت غرام نادر. أتذوق طعم نضوجه كلما طافت مقلتاي في واحتيك الساحرتين.
ولك أن تعلمي أن روحك الحلوة تهدهدني في دلال فريد وأنا التحف غرفتي وحيداً غريباً .. وتبيت ساجية داخل عيوني .. وتوقظني بابتسامتها الرائعة التي أرّقت جفوني .. توقظني في أي زمان إذ عندها يتلاشي الزمن .. ويا حلاوة الزمن وأنت تملئينه حضوراً وواقعاً !!
ماذا فعلتِ بالقلب أيتها الأميرة المستحيلة ؟؟ ماذا فعلتِ بالأعصاب التي تأرجحت ما بين الثبات والاهتزاز .. ماذا فعلت بالفكر حتى أنه لا ينطلق إلا وأنت عنوانه وموضوعه ومنتهاه أي عذاب أقسى من عذاب البعد عنك؟!
يا مداري العذاب .. ويا دنياي الحالمة . أضحت كلمات المعاجم والقواميس لا تفي بوضع حرف يطولك رقةً وعذوبةً .. فقط أحتاج الآن للغة تخلق لك من حروف الموسيقي وتغار يد طيور الجنة .. لعلني أستطيع كتابة بعض أشواقي..
يا سعد الروح التي تاهت في مدينتك الرائعة .. ويا سعد الفكر الذي تغازلينه وأنت بعيدة عنه .. ويا عذابي الذي سيطول سيطول وأنتِ خيال فوق التصوّر..
أي أرض سعدت بحملك الآن ..وأي سقف استمتع الآن بتظليلك ..وأنا هنا فارقني الكري بلا عودة. ورغم كل هذا يا عذابي أردد في سري وعلانيتي .. أهواك يا فرحي المكبوت بين الحنايا .. وسأظل أترجم النجوى والهمس إليك فأنت الوحيدة التي تستحق كل هذا ؟!
حتى نلتقي لك مع كل ذرة في جسدي أكداساً من العشق و الهوي ..
وحتماً سنلتقي..