سان بطرسبرج مدينة القياصرة التى دائماً ما كان يعتبرها الملك بيتر الأول نافذة روسيا على أوروبا ومصدر إلهام كبار المفكرين والكتاب والمؤلفين الموسيقيين الروس على مدى التاريخ، أصبحت الآن من أكثر مقاصد العالم جذباً للسائحين، فضلاً عن ما تحظى به تلك المدينة العريقة من حركة رواج تجارى واقتصادى.
ويمكن القول أن سان بطرسبرج التى ظلت عاصمة روسيا على مدى قرنين من الزمن إبان حكم القياصرة قد أصبحت الآن مدينة بملامح أوروبية أكثر منها روسية، فضلاً عن أن مواطنى روسيا بشكل عام يعتبرون أن بطرسبرج بجانب كونها مدينة سياحية من الطراز الأول فإنها تعد أيضاً موطن للنخبة وصفوة المجتمع الروسى.
ويعد قصر "وينتر بالاس" الذى يصعب بالطبع أن تفوته ملامح الفخامة والعراقة المعهودة فى قصور روسيا، واحد من أهم المناطق ذات الواجهة السياحية بالنسبة لمدينة سان بطرسبرج.
وينتر بالاس
ان قصر "ونتر بالاس" الذى ظل عقودا المقر الرسمى لسكن قياصرة روسيا يجذب حالياً نحو 3.5 مليون سائح سنوياً فى المتوسط، حيث يحوى على متحف التراث الذى يضم العديد من المقتنيات التاريخية التى لا تقدر بثمن مثل عربة كاترين الثانية وكرسى العرش الخاص بالملك بيتر الأول بجانب العديد من اللوحات الفنية النادرة لأشهر الفنانين مثل ليوناردو دافينشى وبيكاسو.
ويبدو أن المنطقة المحيطة بقصر ونتر بالاس تحمل رسالة للزائر أو السائح وكأنها تريد إبلاغه أن بدخول ذلك القصر فأنت فى رحلة للماضى وتحديداً للقرن الثامن عشر، حيث من الوهلة الأولى عند الميدان المؤدى للبوابات لن يجد السائح أية ملامح للمدنية المعاصرة بل قد يتعجب أن كافة القائمين على الضيافة والاستقبال يرتدون الأزياء المتعارف عليها خلال عصور القياصرة.
وينتر بالاس من الداخل
ويبدو أن سحر سان بطرسبرج لا يقتصر فقط على معالمها السياحية أو أنهارها وقنواتها المائية والتى جعلتها توصف بـ " فنيسيا الشمال" بل يمتد أيضاً لموقعها الجغرافى الذى أتاح لتلك المدينة أن تحظى بنهار خلال شهور الصيف يمتد حتى ساعة متأخرة من الليل بالتوقيت الزمنى الطبيعى لتحظى بيترسبرج بلقب آخر وهو مدينة "الليالى البيضاء".
ومن ضمن المقاصد الأثرية التى قد تثير دهشة السائح، قلعة "بيتر & باول" التى تتيح للسائح مشاهدة معالم سان بطرسبرج بوضوح، حيث لا تبدو أية مبانى مجاورة تضاهى ارتفاع تلك القلعة الذى يصل لـ 122 متراً والتى بنيت خلال فترة حكم الملك بيتر الثالث.