الحمد الله ربُ العالمين والصلاة والسلام على سيَد المرسلين محمد وآله وصحبه الطاهرين الطيبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد .
القُبـــــــــلة
حديث بلغة الشفاء يترجم عن دفين العواطف ومكنون الأحاسيس وتوقيع بالشفاء على ميثاق الشوق ومعاهدة المحبة .
وقبلة الزوج لزوجته وهي القبلة التي أوْلاها الإسلام عناية بالغة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يقعَنً أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة وليكن بينهما رسول . قيل : وما الرسول يا رسول الله ؟ قال القبلة والكلام )
والرسول بذلك الحديث الاجتماعي النفسي يقنن مبدأ من أهم مبادئ الحياة الجنسية القويمة فلا بدَ للنتيجة من مقدمة وللغاية من وسيلة وطريقة وأول طريقة للتجاوب الجنسي السعيد القبلات والكلمات والهمسات التي تهيئ الجسد وتوحَد الرغبة وتوصًل للامتزاج و التجاوب الحق
وملاعبة الرجل امرأة من أهم المسائل التي عني بها علماء العصر الحديث ولقد وضعها الإسلام قبلهم بأكثر من أربعة عشر قرناً ولاشك أن في ملاعبة الرجل لامرأة من الأمور التي تتحقق بها السعادة الزوجية وتزكو بها نار الحب عند الزوجة وتجعل العلاقة بين القرينين أرفع من أن تكون مجرد عمل آلي بعيد عن العطف والمودة خالٍ من الحب والحنان .
والقبلة الزوجية عند الفراق ولدى اللقيا تقليد إسلامي حرص عليه المسلمون الأوائل وخاصة بعد أن جعل الإسلام القُبلة لا تفسد صوماً ولا تنقض وضوءاً
قالت عائشة رضي الله عنها : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينال مني القبلة بعد الوضوء ثم لا يعيد الوضوء )
وقالت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبلها وهو صائم ثم لا يفطر ولا يجدد وضوءاً .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : هششت فقبَلت وأنا صائم فقلت : يا رسول الله صنَعتُ اليوم أمراً عظيماً : فقبَلت وأنا صائم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت لو مضمضت من الماء وأنت صائم ؟ قلت : لاباس . فقال صلى الله عليه وسلم : فمه .
إن الكتاب والسٌنًة لم يدخر وسعاً في بيان منهج الحياة وتعاليم الدًين والدٌنيا ووضع نظام شامل للحياة يحتوي على كل صغيرة وكبيرة وما يضر وما ينفع
إن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم بجميع ما فيها من أعمال وأقوال ككتاب مفتوح أمامنا بفضل الصحابة والمحدثين رضي الله عنهم يسير عليها المسلم والمسلمة فيتحقق له السعادة في الدارين .
اسأل الله سبحانه وتعالى أن يرد المسلمين إلى الحق والصواب
وصلى الله وسلم على نبي الرحمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين